06‏/04‏/2011

فقط .. لغزة ..



كارثة غزة .. عام 1430هـ
***
الصمود غزة ..

ونطق الصمت أخيرا .. حين توجهت جموع المسلمين .. من البلدان الأجنبية .. بعيدين كل البعد عن الأجواء الإسلامية .. منهم من يعيش ضمن جاليات .. ومنهم من يرهب في دينه ومعتقداته .. ومنهم من يفتن بالمغريات من حوله .. إلا أنهم قد تجمعوا .. لأجل النصرة ..

الجهاد غزة ..

بدت الأفكار متلعثمة .. والمفاهيم متداخلة .. والمصالح مترابطة .. فمن الناس من أوجب الجهاد في مثل هذه الحالة .. والبعض الآخر نفى ذلك تماشيا مع تعاليم الدين الحنيف .. فتضاربت الآراء أخيراً .. في وقت نحن فيه بأمس الجاحة إلى الإلتئام والاتحاد .. ولو بالدعاء ..

الحزن غزة ..

تهاتفت الأصوات من خلف الشاشات .. ومن وراء أسلاك الاتصالات.. لا نريد إلا الدعاء .. فهل أرى ملامح اختلال في الكيان الداخلي للعالم .. هل ألمح صوت صمم أصاب الآذان .. أم هل أرى أعيناً تدور فكأنما فقدت عصب الرؤية .. أم أنه يلوح لي في الأفق امتناع ملمح به عن إرسال المعونات كأقل عمل يحفظ ماء الوجه .. ويرد الاعتبار للدين الإسلامي !!!

الصبر غزة ..

لك أن تغلق الأنوار .. وترتدي على أذنيك سماعات لتملأهما بأنواع الضجيج والصراخ .. ولتكن شجاعاً وتضيف أصوات الصواريخ والقنابل .. هل لك أن تمكث ولو خمس دقائق !!
لتعش مع أهل غزة .. حينها ستبذل الغالي والرخيص لنصرتهم ..

***


البهجة غزة ..

رغم الألم .. تطلق الضحكات .. رغم الظلام .. تضاء الشموع .. رغم الخوف .. تطمئن القلوب بالإيمان .. رغم الجوع .. يعاد طعي الخبز الجاف والعجين النيء .. رغم العزاء .. تقام حفلات أعراس الجنة .. رغم الفراق .. يزداد الشوق للقاء في دار النعيم .. رغم الفقر .. تغنى الأفئدة بالطاعة .. رغم اليأس .. يعم الأمل الأنفس اليقظة .. رغم البلاء .. يرضى بالقضاء ..
فهل هناك بهجة أكبر من تلك ...

الأنس غزة ..

في حين ترى أنك في أزمة " انتهاء علاقة حميمية " لتنظر إلى العلاقات الحميمية الحقة في غزة .. حين يتشارك الرجل مع أخيه في المسكن .. في الملبس .. في النفقة .. في العلم ..
في حين تزعم أنك فقدت زوجتك " لأنك لم تستطع الإنفاق عليها بما يلائم مستواها المادي " لتطلق العنان إلى رجال غزة .. لترى نساء تزوجن لإنجاب أطفال مجاهدين .. ترى رجال دفعوا مهر نسائهم " قرآن " يكون له ولها ذخرا يوم القيامة ..
حينها ستشعر بسخافة مصائبك ..
فهل هناك أنس أبهج من ذلك !!

الأمل غزة ..

لم تقف أعمدة السجون حاجزاً يحيل دون إنجاب أطفال أبطال .. لم تقف أفواه الدبابات حائلاً دون الطفولة ..
لم تقف ظلمات تحولت آيتها من وقت للنوم والاستجمام دون تدريب الأبطال المجاهدين .. لم يقف الفقر على الرغم من أنه رجل قد تغذى من أيدي الاحتلال دون تدبير لقمة عيش بسيطة تشد الهم .. فهل بعد ذلك الأمل أمل ..



الإيمان غزة ..

هل تهذي مع نفسك حين يموت لك عزيز أو قريب .. لماذا فعل الله بي كل هذا ؟! رغم أني لا أترك الصلاة .. ولا تغفل يدي عن الصدقة !!

هل تعاتب ربك حين تشعر بالاكتئاب بسبب عدم حصولك على كل ما تريد .. لماذا يا رب !! لماذا أنا بالذات !! لماذا وأنا دائم العبادة !! لماذا وأنا دائم الاستغفار ؟؟؟؟

لم يحدث هذا عند أهل غزة .. فهل لم يمت لهم عزيز أو قريب ؟ هل حصل لهم الا ما لا يريدون ؟ هل عاشوا بلا محن ؟ هل عاشوا بلا مصائب ؟

هنا محط الإيمان .. والإيمان غزة ....



هناك تعليقان (2):

  1. . فالجهاد والصمود والحزن والصبر والأمل والبهجة والأنس والإيمان،، كلها عناوين تدل على حقيقة واحدة ماثلة أمام الجميع "غزة ينبوع الحياة"

    ردحذف
  2. باتت غزتنا منهاجاً لكل الشعوب ..

    فحيا الله غزة وشهامتها ..

    شكرا لكم ..

    ردحذف

* روحي *

صورتي
هنا .. أبسط روحي .. وعليها تعزف أحرفي .. ومنها تنبض أروقتي .. مع قلبي ولقلبي فقط ..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.