27‏/04‏/2011

وانتقلت معها الذكريات !




وبعد سبات عميق..

استيقظت من نومها..

ونهضت من سريرها متثاقلة..

تجر خطاها لدورة المياه..

علها تنعم بحمام دافئ..

يزيل معه كل أحزانها..كل شتاتها..

دخلت غرفتها من جديد..

احتضنت وسادتها بقوة..

إلى أن تبللت بالدموع الصامته..

ولم تستوعب حالها..

حتى تردد صدىً في أذنها..

" لا تبكِ على لبن مسكوب"

مسحت دمعة أبت إلا أن تداعب وجنتيها..

مسحتها بأطراف بنانها..

أطلقت العنان لعينيها..

أخذت تتفقد غرفتها..

ربما هي المرة الأخيرة التي تنامها في هذه الغرفة..

مكتبها..وبقايا قصاصات خطتها أناملها..

ولخزانة الملابس شأن آخر..

أما مرآتها..التي تنطق بإطلالة فتاتها السمراء كل صباح

عند ذهابها للجامعة..

ومشطها الذي يحتفظ بشعيرات شقراء من شعرها الـمموّج..

ووسادتها التي ابتلعت دمعاتها..

أما جدران الغرفة الصماء..فهي الأخرى تعشق فتاتها

التي لطالما كسَتْ الأجواء بضحكاتها..

وداعبتْ الأرض بخفة سيرها..

وأنعشتْ الفضاء برائحة عطرها..

كل هذا سيندثر في تلك الغرفة..

ذكرياتها..سعادتها..ألمها..وأملها..

كل ذلك في لحظات..

تمنتْ لو أنها كابوس لتستيقظ منه ويتلاشى..

ــــــــ

فتاتي..

هكذا هي عقارب الزمن..مستمرة في الدوران..

ولا يمكن لها أن تتوقف..

حاملة معها أحداث الماضي..وتطلعات المستقبل..

فكوني قطرة ندى..

ما تلبث أن تستقر على بتلة ناعمة حتى تنزلق إلى أخرى..

ولا تبالي..

فالتجديد ليس بهذا القبح..

فهو يضفي لمسة أخاذة لا يمكن نسيانها..

ولتبقي عزيزتي.. رشة عطر تبهر الجميع أينما حلت..

لا يؤثر بها المكان...


23‏/04‏/2011

الشعرة التي بين الإعجاب والعشق ..



حين يتراءى لبعضنا أن جنانه ،  وعلى غفلة منه ، قد سُلِبَ منه ..

سنوصمه بعار العشق مباشرة ..

لا نعلم وربما هو لا يعلم، أن عينيه التي عشقت ليس قلبه ..

فهو مكبل على حدود بريق أهداب الذي أمامه ..

ترف عينه كلما لاح بأقصى المدى ذلك الوسيم ..

على النقيض الآخر ..

وجهه ليس بذلك الجمال ، طبعه قاسي

ونظرته حادة..

لكنني " أحبه " .. لا أعرف لمَ ؟!

بكل بساطة ،، أنت وأخيراً قد عشقت !

09‏/04‏/2011

وتستمر العجلة !



في كل يوم جديد .. تتمطى فيه أشعة الشمس .. خلف حجاب السماء ..

تتلمس طريقها للجبال الراسيات .. للمياه وللوديان ..

والطيور على هام السحب .. تطلق أغانيها .. توقظ الأنام ..

هناك .. في زاوية الطريق المرصف بالقرميد القرمزي ..

دكان تحلو جنباته .. تزهو بطحين المطحنة ..

متناثراً يموِّج عتمة أرففه ..

يدخل صاحبه نشطاً .. تسمع قرقعة المفتاح ..

يمسك بيده عمود النار .. يوقظ مصباح ..

يشعل تنوراً .. يمسك طبقاً من فخار ..

يغسل ما قبل الطبخ يديه .. ويبدأ قصته اليومية ..

طحين يتحول عجيناً ..

عجين يتصير أقراصاً ..

تدخل للنار .. وذنبها البياض ..

حتى اذا اسمرّت .. غفر لها الخباز ..

يطيب عبق الصباح .. بتلك النفحات ..

يزداد ازدهار النهار .. بصوت نافخ المزمار ..

يطوف بالساحات .. يأخذ معه أطفال المدارس ..

وتستمر العجلة ..

وكل يومٌ يحلم ذاك القابع .. بانتهاء المشكلة ..

مشكلة تجدُّدِ الأيام ..

ينام حالماً .. بأنه لن يوقظه المزمار..

لن يشْتَمَّ أخيراً عبق الخبز مع الخباز ..

لن يسمع طرق المسمار ..

من ذاك الجار ..

يا ترى هل نسمع له جلجلة ؟!!

هو يشعر بمن حوله .. لكنهم كمن لا سمع له ..

لا يشعرون إذا تحرك من مكانه بالزلزلة ..

كيف النهار سينتهي .. دون الحراك ..

كيف الخلاص من الدنيا المتكررة ..

كيف أنهي هذي المهزلة؟!

صرخَتْ عليه مفرشته .. ومن حوله جدران منزله..

ابدأ بنفسك يا فتى .. ولا تلعن الأجواء حولك ..

فهي ليست مزبلة ..

اخرج إلى الدنيا .. وافتح عيونك للصباح ..

اغسل بدفء الشمس حَوَر مقلتيك..

واطلب من حنين السماء ، لون البحر ..

واسأل الجبال الشامخات .. صدراً من حجر ..

وقم لتبحث بين أجناس المياه .. قلباً من زهر ..

عش هكذا .. ثم اضرب بقاع قدمكِ

الأرض ..

وقف .. انظر إلى الأعلى ..

سترى الوجود ما بات يرضى وجوداً عن وجودك ..

ما باتت الدنيا تدور ، راضية عن جمودك ..

عش مع الدنيا ،، تراها قد تنادت لتعيشك ..

08‏/04‏/2011

خفقان يتلوه خفقان ..



جوعي من نوع آخر .. جوعي ليس له عنوان ..

بالأمس كان البطن يزقزق .. واليوم أصبح ذلك من سمات قلبي ..

خفقان يتلوه خفقان ..

ولمَ لا ؟ يحدث ذلك حين يُفتقد الإنسان ..

وأي إنسان ؟

طيف تراءى للعالمين .. لكنه فضل أن يبقى خسران ..

وبلا عنوان..

يتمشى في الطرقات .. تلهو به عثرات الأزمان ..

أناديه ، أيا " شبعان "..

لقد آذيت فؤادي .. وسلبت جناني .. وسرقت أفكاري ..

فكيف لا أشكوك للسلطان ؟!

تحوم الليل كخفاش ، لكنك مختلف عنه ،،

هو يبحث عن طريدته وأنت تهرب منها ..

خفقان يتلوه خفقان ..

يا مرتحلاً لا يعرف ملامح الطرقات ..

يا هارباً في حلقة المدينة المفرغة ..

يا لاجئاً للليل الحالك ..

عد إنسان .. عد إلى هذا المكان ..

عد ولا تطِلِ التجوال ..

قدماك تفطرتا .. والقلب منك ، والعقل ، وربما الساقان ..

أنت لا تعذب إلا نفسك ، لا تعرف أنك تهرب

من شيء تربع في الوجدان ..

من وخز مصدره قلبك ، من ألمٍ لا يعالجه النسيان ..

من ثورة بركان ..

من قلبك تهرب ،، يا أنسي ..

عد فهناك مكان ..

06‏/04‏/2011

عقلي يقول :


الحياة:
معترك البشر..
**
الحراك:
رد فعل لفعل..
**
الشيطان:
طيف لا تراه..يوحي لقلبك بالشهوات..
ويستدرجه حتى يقع في الهفوات..
فيمضي سعيدا
..
**
المؤمن:
مخلوق بشري..حقق السعادة الأبدية..
قلبه فرح..ضميره مرتاح..وربه راض..
**
الصلة:
رابط بين المتناقضات..
**
الحب :
 نبض قلب يوحي ببعض النشوة..ويستمر بالكثير من الألم..
** 
الحنين :
 بعض من مشاعر..كثورة بركان خامد..لا تعود على فوهتها إلا بالعذاب..
 **
الإيثار :
 ما تبنيه من تصرفات تبعاً لمعرفتك بالمحتاجين دونك..
 **
الموت :
 شبح لا ينجو منه صغير أو كبير..
 **
المطر :
 فترة الاستجمام..المهداة من رب السماء..
 **
اللهفة : 
بعض من الأشواق.. تفرض نفسها.. بغية للقاء..
 **
الاندفاع :
 كم ٌّ من الكلمات يجتاحنا..لتنطق به أفواهنا.. 
فيضطرنا في النهاية إلى الندم..
**
العدو:
شخص تمتقه مشاعرك..قبل أن تغوص في أعماقه..
**
الأعماق:
عالم من الغياهب..لا يصل إليه إلا الغواصون..
**
النور:
قوى خفية..تبدد الظلمة..
**
السماء:
سقف من لا سقف له..
**
 المعقول :
سباحة الذات في بحار "المحدود" ولا داعي للغوص في الأعماق فقد تجرفها إلى القاع فتموت....
** 
بعد النظر:
أن ترى ما لا يراه الآخرون
**


أميرة الأحلام !



***
أغمضت عيناي ولم أحسب حسابي

رحت في نوم مقدس مهابِ

لم أدري أنها سترجع إلى قبابي

عادتْ لتلعب كعادتها بأعصابي

تضحك مع هذه وتقول لأولئك أحبابي

وأخير وبعدما انتهت قالت لي أيتها الأميرة

هل ما زلتي تريدين أن تسكبي كلماتك في جلبابي

فأصريت على أن أفعل ذلك الآن

ففتحت لي صفحة من كتاب أسمته..كتابي..

وورقة بعد ورقة..امتلأت برموز نالت إعجابي

ولم تسمح لفتياتها بأن يطلعوا على هدايا الأحبابِ

واستمريتُ بالتجوال في كتابها

حتى أقفلـَـتـْـه ..وارتسمت ابتسامة على شفتاها كأنها الضياء..

وذهبتْ..

أحسست بيدي متيبستان كالزرع وحاجته للماء

أردت أن أنطلق وإياها بعالم من بهاء

وذراعيها تحيطني نحو الفضاء

ننعم بين النجوم ..أميرات السماء

ذهبتْ...

وعدتُ إلى فتياتي ..

لأكمل هتافاتي

أحسست أني بقيت معهن

كأنما زهرة فقدت رونقها

ذبلت بتلاتها

فقط..أشعلتْ فؤادي

ونقشتْ حبها في مدادي

وذهبتْ..

قررتُ الارتحال

لأبحث عن أميرة الواقع والخيال

فقد شددت الرحال

وهــمَــمـْـتُ..

بيد أنها عادت و أوقفتني..

ولعزيمتي عاتبتني

قالت:أنسيتي أن هناك قلباً يعاني

وأدمعاً تضيء الليل الرباني؟؟؟

ومن لحظتها..خفق فؤادي

وكوتني حرارة أدمعي

وسرت برودة إلى أطرافي

أين أنتي من زمان؟

أين كلماتك..همساتك..لمساتك

حسبتك هجرتني..

لماذا ابتعدتي..

أنسيتي رسائل لففتها بأغصان ورود نرجسية؟

أم أنك نسيتي كلمات صغتها من قلب متفاني..

 لأعينٍ بهية؟

لماذا لم تخبريني ..لما لم تبوحي؟

أين أنتي من زمان

أين أنتي يا عذابي؟؟؟

***

فتحت جفني ولا أريد

ولأول مرة للحلم أشيد

فليتها كانت بجانبي..

ولكن..أرادت لي الأقدار أن أسير بدون سيندريلا الأحلام....


لو كنت أعلم أن الحلم يجمعنا

                                           لأغمضت طوال الدهر أجفاني


فقط .. لغزة ..



كارثة غزة .. عام 1430هـ
***
الصمود غزة ..

ونطق الصمت أخيرا .. حين توجهت جموع المسلمين .. من البلدان الأجنبية .. بعيدين كل البعد عن الأجواء الإسلامية .. منهم من يعيش ضمن جاليات .. ومنهم من يرهب في دينه ومعتقداته .. ومنهم من يفتن بالمغريات من حوله .. إلا أنهم قد تجمعوا .. لأجل النصرة ..

الجهاد غزة ..

بدت الأفكار متلعثمة .. والمفاهيم متداخلة .. والمصالح مترابطة .. فمن الناس من أوجب الجهاد في مثل هذه الحالة .. والبعض الآخر نفى ذلك تماشيا مع تعاليم الدين الحنيف .. فتضاربت الآراء أخيراً .. في وقت نحن فيه بأمس الجاحة إلى الإلتئام والاتحاد .. ولو بالدعاء ..

الحزن غزة ..

تهاتفت الأصوات من خلف الشاشات .. ومن وراء أسلاك الاتصالات.. لا نريد إلا الدعاء .. فهل أرى ملامح اختلال في الكيان الداخلي للعالم .. هل ألمح صوت صمم أصاب الآذان .. أم هل أرى أعيناً تدور فكأنما فقدت عصب الرؤية .. أم أنه يلوح لي في الأفق امتناع ملمح به عن إرسال المعونات كأقل عمل يحفظ ماء الوجه .. ويرد الاعتبار للدين الإسلامي !!!

الصبر غزة ..

لك أن تغلق الأنوار .. وترتدي على أذنيك سماعات لتملأهما بأنواع الضجيج والصراخ .. ولتكن شجاعاً وتضيف أصوات الصواريخ والقنابل .. هل لك أن تمكث ولو خمس دقائق !!
لتعش مع أهل غزة .. حينها ستبذل الغالي والرخيص لنصرتهم ..

***


البهجة غزة ..

رغم الألم .. تطلق الضحكات .. رغم الظلام .. تضاء الشموع .. رغم الخوف .. تطمئن القلوب بالإيمان .. رغم الجوع .. يعاد طعي الخبز الجاف والعجين النيء .. رغم العزاء .. تقام حفلات أعراس الجنة .. رغم الفراق .. يزداد الشوق للقاء في دار النعيم .. رغم الفقر .. تغنى الأفئدة بالطاعة .. رغم اليأس .. يعم الأمل الأنفس اليقظة .. رغم البلاء .. يرضى بالقضاء ..
فهل هناك بهجة أكبر من تلك ...

الأنس غزة ..

في حين ترى أنك في أزمة " انتهاء علاقة حميمية " لتنظر إلى العلاقات الحميمية الحقة في غزة .. حين يتشارك الرجل مع أخيه في المسكن .. في الملبس .. في النفقة .. في العلم ..
في حين تزعم أنك فقدت زوجتك " لأنك لم تستطع الإنفاق عليها بما يلائم مستواها المادي " لتطلق العنان إلى رجال غزة .. لترى نساء تزوجن لإنجاب أطفال مجاهدين .. ترى رجال دفعوا مهر نسائهم " قرآن " يكون له ولها ذخرا يوم القيامة ..
حينها ستشعر بسخافة مصائبك ..
فهل هناك أنس أبهج من ذلك !!

الأمل غزة ..

لم تقف أعمدة السجون حاجزاً يحيل دون إنجاب أطفال أبطال .. لم تقف أفواه الدبابات حائلاً دون الطفولة ..
لم تقف ظلمات تحولت آيتها من وقت للنوم والاستجمام دون تدريب الأبطال المجاهدين .. لم يقف الفقر على الرغم من أنه رجل قد تغذى من أيدي الاحتلال دون تدبير لقمة عيش بسيطة تشد الهم .. فهل بعد ذلك الأمل أمل ..



الإيمان غزة ..

هل تهذي مع نفسك حين يموت لك عزيز أو قريب .. لماذا فعل الله بي كل هذا ؟! رغم أني لا أترك الصلاة .. ولا تغفل يدي عن الصدقة !!

هل تعاتب ربك حين تشعر بالاكتئاب بسبب عدم حصولك على كل ما تريد .. لماذا يا رب !! لماذا أنا بالذات !! لماذا وأنا دائم العبادة !! لماذا وأنا دائم الاستغفار ؟؟؟؟

لم يحدث هذا عند أهل غزة .. فهل لم يمت لهم عزيز أو قريب ؟ هل حصل لهم الا ما لا يريدون ؟ هل عاشوا بلا محن ؟ هل عاشوا بلا مصائب ؟

هنا محط الإيمان .. والإيمان غزة ....



جداري والحجر ..



كل الوسائل بين يدي أمتلكها..حجري وجداري وهدوء قاتل يخترق أنواع الضجيج في داخلي..

بين جنباتي كلمات تقاوم .. تريد الانطلاق..

وأخرى أوهنها الانهزام..

وكلها لتعبر عن فضاء واسع.. قد كتب له القدر أن يبقى سجين نفسه..

دنيا تحيط بها الأشباح ..

عالم هجره ساكنيه بحثا عن المجهول..

ولكن ..

لتبقى كلماتي مسطرة على مر الزمن..

يفهمها كل من مرّ بها..

ليعلموا أني قد أتيت يوماً لأتفقد أحوال جداري...

* روحي *

صورتي
هنا .. أبسط روحي .. وعليها تعزف أحرفي .. ومنها تنبض أروقتي .. مع قلبي ولقلبي فقط ..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.