09‏/04‏/2011

وتستمر العجلة !



في كل يوم جديد .. تتمطى فيه أشعة الشمس .. خلف حجاب السماء ..

تتلمس طريقها للجبال الراسيات .. للمياه وللوديان ..

والطيور على هام السحب .. تطلق أغانيها .. توقظ الأنام ..

هناك .. في زاوية الطريق المرصف بالقرميد القرمزي ..

دكان تحلو جنباته .. تزهو بطحين المطحنة ..

متناثراً يموِّج عتمة أرففه ..

يدخل صاحبه نشطاً .. تسمع قرقعة المفتاح ..

يمسك بيده عمود النار .. يوقظ مصباح ..

يشعل تنوراً .. يمسك طبقاً من فخار ..

يغسل ما قبل الطبخ يديه .. ويبدأ قصته اليومية ..

طحين يتحول عجيناً ..

عجين يتصير أقراصاً ..

تدخل للنار .. وذنبها البياض ..

حتى اذا اسمرّت .. غفر لها الخباز ..

يطيب عبق الصباح .. بتلك النفحات ..

يزداد ازدهار النهار .. بصوت نافخ المزمار ..

يطوف بالساحات .. يأخذ معه أطفال المدارس ..

وتستمر العجلة ..

وكل يومٌ يحلم ذاك القابع .. بانتهاء المشكلة ..

مشكلة تجدُّدِ الأيام ..

ينام حالماً .. بأنه لن يوقظه المزمار..

لن يشْتَمَّ أخيراً عبق الخبز مع الخباز ..

لن يسمع طرق المسمار ..

من ذاك الجار ..

يا ترى هل نسمع له جلجلة ؟!!

هو يشعر بمن حوله .. لكنهم كمن لا سمع له ..

لا يشعرون إذا تحرك من مكانه بالزلزلة ..

كيف النهار سينتهي .. دون الحراك ..

كيف الخلاص من الدنيا المتكررة ..

كيف أنهي هذي المهزلة؟!

صرخَتْ عليه مفرشته .. ومن حوله جدران منزله..

ابدأ بنفسك يا فتى .. ولا تلعن الأجواء حولك ..

فهي ليست مزبلة ..

اخرج إلى الدنيا .. وافتح عيونك للصباح ..

اغسل بدفء الشمس حَوَر مقلتيك..

واطلب من حنين السماء ، لون البحر ..

واسأل الجبال الشامخات .. صدراً من حجر ..

وقم لتبحث بين أجناس المياه .. قلباً من زهر ..

عش هكذا .. ثم اضرب بقاع قدمكِ

الأرض ..

وقف .. انظر إلى الأعلى ..

سترى الوجود ما بات يرضى وجوداً عن وجودك ..

ما باتت الدنيا تدور ، راضية عن جمودك ..

عش مع الدنيا ،، تراها قد تنادت لتعيشك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

* روحي *

صورتي
هنا .. أبسط روحي .. وعليها تعزف أحرفي .. ومنها تنبض أروقتي .. مع قلبي ولقلبي فقط ..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.