01‏/04‏/2011

مسرح الحياة ..



في ليلة كادت تكتمل مراسيمها
لتضيف صفحة بيضاء لامعة إلى كتاب السعادة الأبدية
على جسر الشوق..
وفي منتصف المسافة..انطفأت الأضواء
وكأن الجميع أغلقوا أعينهم خوفا من المصير
وهكذا استعادت الجدران الصماء سمعها المفقود
لتقف كما هي منزعجة..وتنتظر الهدوء
وستائر هي الأخرى..ترابطت لتحافظ على بقائها..
بانتظار الفرج..
في المقابل .. مقاعد تصنمت عليها أبدان كادت تتحنط
وأخرى شاركت في الفوضى..فقد ترامت على بعضها
إيذانا بالرحيل..
ولكن..هناك..وفي نهاية القاعة التي استحالت تنوراً محرقا..
وعلى قمة المسرح الهرم..
..مقعدين صمدا..رغم الحزن الذي لفهما..
ظلمة من خلفهما..وخوف يعتري الجدران والأعمدة..
وانسياب قاتل يتلبس بالستائر..
ساعات قليلة إضافية..لتعود القاعة كما كانت..
لولا الندوب المؤلمة التي أصابت كيانها الشامخ..
وأضف إلى ذلك سويعات وبضع دقائق..
حتى طلع النور..نور ساطع من أعماق الغياهب..
نور تزينه أعمدة الشرفة..فلم ينتبه لوجودها أحد..سواهما..
خيوط ذهبية تتلمس طريقها للوصل إليهما..
فقد طال انتظارهما..فهي حولهما رقراقة..
ولضمهما مشتاقة..
كان ذلك إشارة واضحة..وعلامة فارقة..
فقد حان وقت الانضمام للحفلة..
بلا ضوضاء..بلا مظاهر..بلا أعين شاخصة..بلا فرق موسيقية
فقط ستائر منسدلة استعادت سعادتها..فبدأت ترفرف تحت تأثير الهواء الطلق..
ومقعدين مذهبين..تلفهما خيوط الشمس الدافئة..
أعاد لهما دفئهما شخصين..أفسدت الأرواح المندهشة أشجانهما..
حينها..وجدت الأنامل العاشقة طريقها..لتلتف حول بعضها وإلى الأبد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

* روحي *

صورتي
هنا .. أبسط روحي .. وعليها تعزف أحرفي .. ومنها تنبض أروقتي .. مع قلبي ولقلبي فقط ..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.