31‏/03‏/2011

أنا هنا !



في محطة القطار..
تصطف تلك المقاعد الخشبية الهرمة بانتظار ساكنيها..
لم يظفر بذلك إلا واحد منها..جسد موهن يستلقي عليه..
وقد أحاطت به لحظات الذهول..وسيطرت على حركته وقفات اصطدام..
وكبلته أحلام بعيدة..وأسرته آمال مجرد التفكير بها ليس بالفكرة السديدة..
في هذا المشهد..صوت القطار أغنية السحر..صفير الرياح..حفيف الشجر..
حكايا الجمادات..صراخ البشر..تدور الحياة..بين الفكر وبين البصر..
ليقف على قدميه فزعا مرتجفا..كأنه ورقة خريف تتهاوى..
وبصوت كاد يختفي..أين أنا؟
طمأنه صوت خشن مجهول..
أنت هنا منذ عدة أيام لا يحركك ساكن..فماذا دهاك؟
ارتاح لسماع ذلك الصوت..فهو أنيس وحدته ..
لا يعلم مصدره..ولا من سخره..
إلا أنه أصبح يمثل جزءا مهما في حياته..
فهو مركبة الأمان المزعومة..
يلجأ إليها..يحاكيها..ويسألها..
..امتلاءٌ قد شعر به بعد الفراغ..
عاد إلى رشده..فقد أدرك أنه هنا..لانتظار قدوم ذلك الشخص..
ولكن الانتظار قد طال...
لحبيب..ألقى الوعود فلم يوفيها..
لغائب..أثرى الروح اشتياقا..
وماذا عساك تصنع إن جفت عروقك..وضعف نبض قلبك..
وهزلت فرائصك..ولم يقو جفن عينك على الحراك..
حينها..حاولَ أن ينجز شيئا..
يجعل من شخصه..إحدى شخصيات الحب في تاريخ العرب..
ذلك الشيء..صرخة انتفضت لها أركان جسده..
أنا هنا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

* روحي *

صورتي
هنا .. أبسط روحي .. وعليها تعزف أحرفي .. ومنها تنبض أروقتي .. مع قلبي ولقلبي فقط ..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.