31‏/03‏/2011

اختناق !



على حين غفلة مني
ساقتني الأقدار إلى بلد ميت..
هو حي بكل ما فيه..ويكفي أنه حي بحبي لهذا المكان وانتمائي له..
إلا أنه ميت بصنائعة..
ميت بإحساسه
ميت بقوانينه..
فهو لا يرحم صغيرا ولا كبيرا..
عندما تدخل إليه فإنك تعشقه..
إلا أنه يتسبب بقتلك رويدا رويدا
يحيل حاضرك جحيما..
ومستقبل حطاما..
كما أنه يتعرض لماضيك..
كما لو أنه يريد أن يستولي عليك..

***

أليس لي حق في الحياة..
أليس لي حق بتغيير مجراها..
ألست أملك حقوقي..
ولي مطلق الحرية بتعديلها..

***

لن تدوم هذه الحال طويلا..
فلكل جانب من جوانب حياتي قسمان..
إحداهما العقلي..ولعله المعطل حاليا..
لا أدري لماذا!!لكنني لا أفضل استخدامه..
ربما لأنه قاس بعض الشيء..

وآخرهما القلبي..
وهو ما يروق لي رغم قساوته التي اكتـَسَبَها من معارضة ظروف الحياة لمتطلباته..

***

لا أعلم ما علي فعله..
ولا أعلم كيف لي أن أحقق أمنياتي المتعارضة
وكيف لي تحقيق سعادتي التي كنت أبحث عنها منذ زمن..

***

إلا أنني كنت أشعر بالسعادة قبل أن أعرف ذلك المكان..
لكنه جميل ويروق لي..
وقد شعرت بتعاسة ما مر من عمري
عندما وضعت أولى خطواتي فيه..

***

تناقض يخنقني..
تعارض يدمي فؤادي..
تضارب يجري على مقلتي..
محولا مجاريه إلى أودية..
يحفر في وجناتي..

***


عندما تريد..
وقلبك يريد..
ولب وجودك في الحياة يريد..
ورب السماوات قبل كل ذلك يريد..
فما الذي ستفعله!!!
لا أستطيع أن أريكم ما أحس به
لا أستطيع أن ألصق حالتي كمشبه..بأي جانب من جوانب الحياة..
ليس هناك جانب طبيعي في هذه الحياة تعترضه مثل هذه التصرفات..
إلا أنني وجدت مشبها به أخيرا..
ليس من الطبيعة..
ولا من حياة الجان..
ولا الحيوان..
إنه من حياة الإنسان..
إلا أنه منظر حي يُرى بالعين المجردة..
فهذا هو الفرق الوحيد بينه وبين حالتي..

***

وكأنك في حرب ..
وبين النيران..
وتحت أصوات الصواريخ..
تنبعث صرخات تشق عنان السماء..
من فتاة في عمر اليراع..
لا تدري أين تروح..
محتل يجذبها من جدائلها..
وأهل لها في المنزل يرتقبون ما ستحضره من خبز على مائدة الغداء..
وحرية قابعة في أعماق الفؤاد تستصرخ..
فأيها ستجيب..

***

إلا أنني أملك حرية الاختيار..
أملك سبابة الاعتراف..
وبالتأكيد..أريد ذلك..
لكني أشعر أني سأصاب بالإحراج من البقية الذين لم ألبي لهم مطالبهم..
في هذه الساعة..
لن أفكر فيما سيقولون..
أو فيما سيفكرون..
فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه..

***

سأعود حيثما أنتمي..
سأعود إلى رياحيني..
سأعود إلى بحيراتي..
سأعود إلى مبكاي..
سأعود إلى محراب ضحكاتي..
سأعود..وإن كنت لا أريد
إلا أنني في طريق العودة..
فهذا هو قدري..
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

* روحي *

صورتي
هنا .. أبسط روحي .. وعليها تعزف أحرفي .. ومنها تنبض أروقتي .. مع قلبي ولقلبي فقط ..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.